
هل ينسى الطفل الضرب وما أهم النصائح لعلاج آثار الضرب النفسية؟, يتكرر يومياً سماعنا عن حالات العنف الجسدي التي يتعرض لها الأطفال على يد أفراد عائلاتهم أو مدرسيهم أو زملائهم، ورغم أننا قد نشهد على هذه الأحداث إلا أننا قد نتجاهل تأثيرها العاطفي على هؤلاء الأطفال. هل يمكن للطفل أن ينسى الضرب الذي تعرض له؟ وكيف يمكن علاج الآثار النفسية لتلك التجارب المؤلمة؟ سنتناول هذه القضايا بتفصيل في هذا المقال.
هل ينسى الطفل الضرب؟
يتجاوز الناس غالبًا تذكر التفاصيل اليومية مثل الأسماء والتواريخ، ولكن هل يمكن للطفل أن ينسى تجارب الضرب والأحداث المؤلمة؟ بشكل عام، فإن الإجابة تكون لا، إلا أن هناك استثناءات قد تؤدي إلى نسيانه في بعض الحالات والظروف. يُشير العلماء إلى أن تذكر الطفل لتلك الذكريات يعتمد على عوامل متعددة، منها شدة التأثير، وتكرار التجربة، والسياق المحيط بالحدث.
في الوقت الذي قد ينساه الطفل في بعض الحالات، يترك الضرب آثارًا صعبة التخلص منها على مستوى النفس والصحة العقلية. لذا، يجب التعامل بسرعة مع علاج تلك الآثار لضمان تأثير إيجابي على حياة الطفل في المستقبل.
آثار الضرب النفسية على الطفل
تتفاوت استجابات الأطفال للضرب، ومع ذلك، يعاني جميعهم من آثار جسدية ونفسية تأتي نتيجة للتعرض للضرب والتنمر الجسدي. تشمل هذه الآثار:
1. الخوف:
يشعر الطفل بالخوف من الشخص الذي يمارس الضرب، حتى إذا كان ذلك من قبل أحد والديه، مما يؤثر سلباً على العلاقة بينهما.
2. الانعزال عن الآخرين:
يمكن للضرب كسر الطفل من الداخل وترك آثارًا نفسية كبيرة، مما يجعله يميل إلى العزلة ويفقد رغبته في التفاعل مع الأقران.
3. اضطرابات في النوم والشهية:
يمكن للاكتئاب الناتج عن الضرب أن يؤثر على نمط النوم والشهية لدى الطفل، مما يظهر عادةً في التغييرات الكبيرة في نمط النوم أو الشهية.
4. صعوبة في التركيز:
يمكن للطفل أن يظهر ضعف التركيز في المدرسة وفي المنزل، مما يؤثر على أدائه اليومي.
5. الانزعاج من التغيير:
يصبح الطفل حساسًا للتغييرات في روتينه، حيث يشعر بالتهديد والقلق نتيجة لتجاربه السابقة.
6. آلام جسدية:
يظهر الضغط النفسي الناتج عن الضرب في آلام جسدية مثل الصداع وآلام المعدة وضيق التنفس.
7. إعادة دورة العنف:
يمكن أن يتعلم الطفل من الضرب نمط العنف، حيث يصبح عنيفًا في تعاملاته مع الآخرين، مما يؤدي إلى استمرار دورة العنف.
8. قبول الطفل للضرب والتعنيف:
قد يتقبل الطفل، في بعض الحالات، الضرب والتعنيف كسلوك طبيعي، مما يؤثر على تكوين قيمه ومعتقداته.
9. سلوكيات جسدية أو نفسية أخرى:
يمكن للطفل أن يظهر سلوكيات غير صحية مثل العناد أو تعاطي الممنوعات نتيجة لتأثيرات الضرب.
10. البحث عن شخص بديل:
إذا كان والدي الطفل هما من يمارسان الضرب، فقد يبحث عن نموذج بديل للأب أو الأم خارج المنزل، مما قد يؤدي إلى علاقات غير صحية.
11. مشكلات في الشخصية:
يمكن أن يعاني الطفل من ضعف الثقة بالنفس ومشكلات شخصية أخرى نتيجة للتأثير النفسي للضرب.
نصائح لعلاج آثار الضرب النفسية على الأطفال
نظرًا لأن الطفل الذي يتعرض للضرب يجد صعوبة في نسيان هذه التجربة، يقع على عاتق الأهل والمربين مهمة علاج الآثار النفسية الناتجة عن الضرب. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع الإرشادات التالية:
1. الحفاظ على الهدوء:
يجب الحفاظ على هدوءك وعدم فقدان أعصابك، لتجنب زيادة التوتر والخوف لدى الطفل.
2. تهدئة الطفل وطمأنته:
يجب أن تقدم الدعم للطفل، وتطمئنه بأنه بخير الآن وأن الحادث قد انتهى، مع التأكيد على وجودك بجانبه للحماية.
3. الاستماع وعدم التقليل من ألمه:
يجب أن يتم التعامل مع الطفل برفق، مع الاستماع إلى روايته والتفاعل معه، مؤكدًا على فهم الآلام والمخاوف التي يمر بها.
4. منح الطفل الوقت:
يحتاج الطفل إلى وقت ليتعافى من آثار الضرب، ويجب على الأهل تحمل بكاءه وشكواه.
5. تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره:
ينبغي تشجيع الطفل على التحدث عن مشاعره وتسميتها، مما يساعده على فهمها والتعبير عنها بشكل صحي.
6. حماية الطفل من مواقف مشابهة:
يجب تجنب تعريض الطفل لمواقف قد تذكره بالحادث، ويمكن أن تؤثر على عملية شفائه.
7. التحدث مع الآخرين حول الطفل:
ينبغي إعلام الأشخاص المحيطين بالطفل بكيفية التعامل معه وضرورة عدم تذكيره بالحادث، لتوفير بيئة داعمة.
8. التركيز على الحاضر:
يجب تشجيع الطفل على التركيز على اللحظة الحالية، وتوجيه اهتمامه نحو السعادة والنشاطات الإيجابية.
9. طلب المساعدة:
في حال استمرار تأثيرات الضرب، يجب طلب المساعدة من أخصائيين للتعامل مع الوضع بشكل فعّال.
شاهد أيضا: نصائح لتعليم الأطفال الترتيب والنظام
لماذا يتأثر الطفل أكثر بتعرضه للضرب من الأبوين
بسبب الروابط العاطفية القوية:
يكون تأثير الضرب النفسي خاصةً قويًا عندما يأتي من شخص يمثل مركزًا مهمًا في حياة الطفل.
على سبيل المثال، الطفل الصغير الذي يحمل حبًا كبيرًا لوالديه، يعاني بشكل لا يصدق في حال تعرض للضرب، حيث يرى فيهما مصدر إلهامه وأمله الأعظم.
بسبب دورهم كنموذج:
يعتبر الوالدان أو الأشخاص القريبين الذين يحملون مكانة خاصة في قلب الطفل، قدوة له.
وهذا يجعل الطفل يتأثر بشكل كبير بسلوكياتهم، فإذا كان الضرب جزءًا من تصرفاتهم، فقد يتبنى الطفل هذا السلوك ويواصله فيما بعد.
بسبب الوجود الدائم:
في حالة تعرض الطفل للضرب من والديه، يزيد صعوبة نسيان هذه التجربة بسبب الوجود المستمر للوالدين في حياته.
يكون الطفل عرضة للاستمرار في تذكر الضرب كلما كان بحضور والديه، مما يؤثر على حياته اليومية والعلاقة معهم.