
الطفل الثرثار وأهم النصائح للتعامل مع الطفل كثير الكلام, الآباء والأمهات يترقبون بشغف تكوين طفلهم لأول كلمات، ولكن عندما يبدأ الصغير بصياغة جمل طويلة وسرد قصص، ينشأ الضغط والقلق بسبب زيادة الكلام. تعرفوا معنا على مفهوم الطفل الثرثار، وكيفية تحديد طبيعة الثرثرة عند الأطفال ومتى يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة. سنتطرق أيضًا إلى أسباب زيادة الكلام ونقدم نصائح لمعالجة هذا السلوك وتعديله.
تعريف الطفل الثرثار “طفلي يتكلم كثيراً”
حالة ارتفاع الثرثرة عند الأطفال تتمثل في الكلام المستمر الذي يمتد دون توقف، حيث يتجاوز الصمت. يظهر هذا السلوك عادةً مع اكتساب الطفل لقدرته على تكوين جمل متكاملة، ويتراجع تدريجياً بين الخامسة والسابعة من عمره، مع بداية فهمه للمهارات الاجتماعية واكتسابه للقدرة على السيطرة على نفسه والامتناع عن الكلام.
هل الطفل الذي يتكلم كثيراً طبيعي؟
مع تقدم الأطفال في النمو وتطويرهم لخبراتهم الاجتماعية، يتوقع أن يتقلص ميلهم للثرثرة، حيث يظهر الحديث الكثير بشكل أكثر شيوعًا وأقل إثارة للقلق في فترة ما قبل المدرسة. يكتسب الطفل في سن الروضة والصف الأول القدرة على تحديد الأوقات المناسبة للتحدث وفهم أصول المحادثة مع الآخرين، بالإضافة إلى تمييزه بين المحادثات مع أصدقائه ومع والديه ومع معلميه في الروضة أو المدرسة.
أسباب كثرة الكلام عند الأطفال والثرثرة
هناك أسباب متعددة قد تجعل الطفل يكون كثير الكلام أو يفقد القدرة على السيطرة على رغبته في الحديث المستمر. بعض هذه الأسباب تتعلق بسلوكيات يمكن تعديلها بواسطة الوسائل التربوية، بينما تعود بعضها إلى مشاكل نفسية وعصبية. يجب على الأهل التفاتهم إلى عدم قدرة الطفل على السكوت واستمراره في الثرثرة والكلام المستمر، دون اللجوء إلى محاولات لقمعه بالقوة. وفيما يلي أبرز الأسباب التي قد تجعل الطفل يكون ثرثارًا وكثير الكلام:
1. الثرثرة الطبيعية عند الأطفال:
يمكن أن يكون الحديث المستمر لدى الأطفال طبيعيًا ومشروعًا، حيث يعبرون عن أفكارهم بصوت عالٍ ويتحدثون بشكل متصل، وهذا يظهر بوضوح بين السنة الثالثة والسابعة.
2. محاولة لفت الانتباه والحصول على الاهتمام:
يمكن أن يكون شعور الطفل بنقص الاهتمام دافعًا له للحديث المستمر للفت الانتباه والتأكد من وجوده.
3. عدوى الثرثرة والسلوك النموذجي:
يمكن أن يكتسب الأطفال عادة الثرثرة من أفراد الأسرة ويرونها جزءًا من التفاعل العائلي.
4. الثرثرة لتهدئة القلق:
يلجأ بعض الأطفال إلى الثرثرة للتعبير عن القلق، حيث يكون الحديث المستمر وسيلة لتهدئة أنفسهم.
5. مشاكل المهارات الاجتماعية عند الطفل:
يعاني بعض الأطفال من صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى الثرثرة الزائدة.
6. كثرة الكلام واضطراب فرط الحركة (ADHD):
قد تكون كثرة الكلام جزءًا من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
7. **متلازمة أسبرجر من اضطرابات طيف التوحد:** الأطفال المصابون بهذه المتلازمة قد يظلون يتحدثون بكثرة مع الأشخاص المعروفين لديهم.
8. اضطراب التعلم غير اللفظي:
يؤثر هذا الاضطراب على فهم الأطفال للإشارات الاجتماعية وقد يؤدي إلى الثرثرة المستمرة.
يتعين على الأهل فهم هذه الأسباب والتعامل مع الطفل بطرق فعّالة تحفز على تنمية مهارات التواصل الصحية.
شاهد أيضا: فوائد اللعب مع الأطفال ودليل اللعب مع الطفل
نصائح لعلاج الطفل كثير الكلام
في البداية، ينبغي على الأهل القيام بخطوة أولى في علاج الطفل الذي يتحدث بكثرة عن طريق استبعاد الأسباب الصحية والعصبية. يتطلب ذلك مراقبة الأعراض غير الطبيعية التي قد تظهر على الطفل والتوجه إلى الطبيب المختص لتقييم وتشخيص حالته ووضع خطة علاجية مناسبة.
ينبغي على الأهل أن يكونوا يقظين للعلامات المرافقة لاضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه، مثل الحركة المفرطة وفقدان الطفل للسيطرة على الاندفاع. كما يجب مراعاة العلامات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد واضطرابات التعلم والنمو.
في حال كانت الأعراض تشير إلى وجود اضطراب محتمل، ينصح بالتوجه إلى الطبيب فورًا، ولا يُنصح بمحاولة العلاج الذاتي.
إذا كانت كثرة الكلام لدى الطفل تتعلق بمشكلة سلوكية فقط، يمكن اتباع استراتيجيات تربوية للمساعدة في التحكم في الثرثرة وتوجيه الطفل. من بين هذه الاستراتيجيات:
1. الهدوء أولاً:
يجب تجنب العقوبات القاسية، حيث يحتاج الطفل إلى فهم مفهوم الوقت المناسب للصمت وتقدير الكلام الملائم.
2. ساعد الطفل على فهم أدوار المحادثة:
قم بتمرين يشبه لعبة كرة الطاولة للتوضيح أن المحادثة تحتاج إلى تناغم وتبادل.
3. اتفق على إشارة للتوقف عن الكلام:
قد تكون إشارة غير لفظية مفيدة للتوقف عن الحديث.
4. تحدث مع الطفل عن أهمية الاستماع:
قدم له شرحاً حول أهمية الاستماع للآخرين وترك فرصة لهم للحديث.
5. لا تترك الطفل يتحدث وحيدًا:
مشاركتك في المحادثة وطرح الأسئلة تساعد الطفل على فهم أفضل للحديث المناسب.
6. راجع نفسك:
قد يكون تحديد وقت هادئ للاستماع للطفل هو الحلاقة المناسبة.
7. احذر من تقليل احترام الطفل لذاته:
تجنب استخدام عبارات سلبية قد تؤثر على نظرة الطفل لنفسه.
الاهتمام الإيجابي بالطفل كثير الكلام يعد أمرًا ضروريًا، حيث يسعى الأهل لتطوير مهارات التواصل لديه وضبط رغبته في الحديث.