
نصائح لمواجهة العنف ضد المرأة والتوعية ضد تعنيف المرأة, ظاهرة العنف ضد النساء تمثل إحدى الآفات المجتمعية الأكثر انتشاراً على مستوى العالم، وليس ذلك مقتصرًا على منطقتنا العربية، بل يتأثر بطبيعة وثقافة المجتمع حيال طرق التعامل مع هذه الظاهرة والحد من انتشارها. في هذا المقال، سنتناول حلولًا لمواجهة العنف ضد المرأة، حيث سنسلط الضوء على أهمية نشر التوعية بين الرجال والنساء على حد سواء لمواجهة تعنيف المرأة، وكذلك سنناقش تأثير الاستقلال المالي للمرأة وتأثير البيئة والمجتمع على هذه المشكلة. وفي ختام المقال، سنقدم مجموعة من النصائح التي تهدف إلى الحد من هذه المشكلة الخطيرة.
توعية النساء لمواجهة تعنيف المرأة
يتجلّى التعنيف ضد المرأة بعدة أشكال وصور، منها:
- العنف اللفظي:
- الإهانة والتحقير من خلال استخدام كلام لفظي مهين وسبّ وشتم.
- العنف الجسدي:
- الضرب والإيذاء الجسدي، الذي يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية وإعاقات دائمة.
- العنف الجنسي:
- استباحة كرامة المرأة وحريتها، بما في ذلك الاعتداء الجنسي وإكراهها على ممارسة الجنس.
- العنف النفسي:
- الأذى الغير مرئي الناتج عن التعنيف، مما يؤثر على الصحة النفسية والحالة المزاجية للمرأة.
يجب مكافحة ومواجهة جميع هذه الأشكال من التعنيف ضد المرأة للحد من انتشارها وتقليل آثارها الضارة على المرأة وعلاقاتها الزوجية والأسرية والأبناء، وبشكل أكبر على المجتمع ككل.
أهمية توعية النساء لمواجهة تعنيف المرأة
أهمية توعية النساء لمواجهة تعنيف المرأة تنبع من عدة أسباب، منها:
- المرأة قد تكون عدوة لنفسها في بعض الأحيان، حيث قد تسبب بمشاكل لبنات جلدتها ونساء أخريات – بصورة قصدية أو غير قصدية. لذلك يعتبر توعية النساء ضرورية لتسليط الضوء على خطورة دورهن في مسألة تعنيف المرأة.
- نشر التوعية حول الأضرار النفسية والجسدية واللفظية والجنسية التي تتعرض لها المرأة المعنفة، مع التركيز على تأثير هذه التجارب الضارة على مستقبلها، ونفسيتها، وقدراتها، وقدرتها على تنشئة جيل صالح ومتوازن.
- كسب دعم وتأييد من المجتمع من خلال توضيح الخطورة والأضرار والتبعات لمشكلة تعنيف المرأة، وشدد على دور المرأة في الدفاع عن حقوق النساء الأخريات.
- حث النساء في مؤسسات المجتمع المدني على تشكيل قوة ضغط لتعديل القوانين الظالمة بحق المرأة وضبط التشريعات التي تؤدي إلى استمرار وتفاقم مشكلة العنف ضد المرأة.
توعية الرجال لمواجهة العنف ضد المرأة
توجيه التوعية لمواجهة العنف ضد المرأة يجب أن يتسم بالتوجيه للرجال أيضًا، حيث يشكلون جزءًا من المشكلة وفي الوقت نفسه يمكن أن يكونوا جزءًا من الحل. تتجلى أهمية توعية الرجال في مواجهة العنف ضد المرأة في عدة نقاط، منها:
- توضيح المفاهيم الحقيقية وتبيان الأذى الناتج عن قيام الرجل بتعنيف المرأة، خاصةً عندما يتم تقديم هذه المشكلة عبر قصص نساء تعرضن للعنف.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الرجولة، السلطة، السطوة، ودور الرجل، بحيث يُفهم أنه لا يعني أي نوع من أنواع الرجولة إهانة المرأة أو تحقيرها.
- الرجال جزء من المشكلة لأن الذين يرتكبون التعنيف يكونون في الغالب رجالًا، لذا يتعين علينا أن نتضمن الرجال في جهود نشر التوعية لتصحيح السلوكيات الخاطئة التي يتبعونها ضد النساء.
- إقناع الرجال بخطورة مشكلة العنف ضد المرأة وكيف يمكن أن تؤثر على الرجال والنساء وعلى هيكل الأسرة والمجتمع ككل، حيث يعتبرون جزءًا من حلا لتلك المشكلة.
دور الاستقلال المالي في الحد من العنف ضد المرأة
الاستقلال المالي للمرأة يُعتبر من أكثر الحلول فعالية للقضاء على العنف ضد المرأة لعدة أسباب مهمة:
- قدرة المرأة على الاكتفاء الذاتي:
- يعني الاستقلال المالي للمرأة قدرتها على تلبية احتياجاتها المادية بمفردها. فغالبًا ما يُحمل العديد من النساء عبء العنف بسبب الوضع الاقتصادي السيء، وعدم قدرتهن على تأمين احتياجاتهن الحياتية بدون الاعتماد على الرجل.
- تأمين حياة كريمة للأبناء:
- المرأة العاملة، التي تمتلك مصدر دخل مستقل، قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها بدون الاعتماد على الرجل، مما يمنحها استقلالية أكبر وقدرة على اتخاذ قرارات مالية مستقلة.
- تحسين الوضع المالي للأسرة:
- العنف الأسري غالبًا ما يُرتبط بالفقر والوضع الاقتصادي الضعيف. بمساهمة المرأة العاملة في دفع تكاليف الحياة والمصروفات، تُحسن وضع الأسرة مالياً، وتُسهم في الحد من الظروف التي قد تؤدي إلى العنف.
- تقوية شخصية المرأة:
- يُعتبر المال مصدرًا للقوة الشخصية، وعندما تكون المرأة قادرة على تحقيق دخل خاص بها، تصبح أكثر قدرة على وضع حدود والدفاع عن نفسها. يُعزز ذلك شخصيتها وثقتها بنفسها، مما يقلل من احتمالية التعرض للعنف أو البقاء في مكان يتعرض فيه للتعنيف..
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة.. كيف يؤثر التطوع على حياتك الخاصة؟
نصائح عامة للحد من مشكلة العنف ضد المرأة
للحد من انتشار مشكلة العنف ضد المرأة، نُقدم لكِ عدة مقترحات ونصائح:
- تثقيف النفس:
- اكتساب المعرفة حول خطورة مشكلة العنف ضد المرأة وفهم أثرها البعيد والقريب يلعب دورًا مهمًا في التوعية والتحسين.
- التشاور مع مختصين:
- الاستعانة بخبراء في القضايا الأسرية والزوجية، سواء كانوا داخلين في العائلة أو خارجين ذوي خبرة للحصول على الدعم اللازم.
- تعديل القوانين:
- العمل على تحسين القوانين والتشريعات لتوفير الحماية الكافية للنساء وضمان حقوقهن وكرامتهن.
- اللجوء للمساعدة:
- في حال تعرض الأطفال أو الفتيات للتعنيف، يفضل اللجوء إلى شخص حكيم ومُحترم في العائلة للمساعدة.
- احترام الاختلاف:
- تعزيز احترام حقوق الشريك والقدرة على التفاهم والتواصل الفعّال لتجنب الصراعات.
- الحديث العلني:
- المشاركة في الحوارات وورش العمل حول حقوق المرأة وضرورة حمايتها وتعزيز مكانتها في المجتمع.
- تعليم الأطفال:
- توعية الأطفال حول أهمية احترام المرأة والتعامل اللائق والمتساوي معها.
- حملات التغيير:
- إطلاق حملات توعية لتغيير الصور النمطية حول العلاقات بين الرجل والمرأة، وتعزيز قيم الاحترام والمودة.